قد يبدو تدخل الاتحاد الدولي للسيارات ضد الارتدادات في الفورمولا 1، في البداية وكأنه أخبار جيدة لمرسيدس. ولكن يمكن أن تكون في الواقع سيئة للغاية..
قرارات الاتحاد الدولي للسيارات
قرر اتحاد السيارات أخيرا التدخل لمواجهة ظاهرة الارتدادات في الفورمولا 1 ، واستمع الاتحاد الدولي للسيارات إلى تشكيات بعض السائقين واستجاب للمخاوف المتعلقة بصحتهم. وإذا كان هذا التدخل قد يظهر للوهلة الأولى كخبر جيد لمرسيدس أكثر الفرق معاناة من الارتدادات منذ بداية الموسم ، فقد يكون له في الواقع تأثير معاكس تمامًا. وقد عبر كريستيان هورنر عن تخوفه من التدخل “الظالم” لفائدة فريق مرسيدس على حساب فرق أخرى، مثل ريد بول، نجحت في التعامل مع المشكلة.
في الواقع، وعندما ننظر إلى الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد الدولي للسيارات، نكتشف نهجًا مختلفًا عن ذلك الذي كان يخشاه هورنر.
فمن الممكن أن يكون للقيود التي يرغب الاتحاد الدولي في فرضها على الفرق، تأثيرا سلبيا على مستوى أداء مرسيدس على المدى القصير.
فقد قرر الاتحاد الدولي للسيارات وضع حد أقصى لتحديد عتبة الارتدادات التي ستكون مقبولة على السيارة. وسيعتمد الأمر على اهتزازات رأس السائق للتعرف على حجم الارتدادات، ليتم إثرها تحديد الحد الأقصى المسموح وطريقة حسابه بالتعاون مع الفرق
. وخلال حصص التجارب الحرة الأولى لسباق الجائزة الكبرى الكندي يوم الجمعة، استخدم الاتحاد الدولي للسيارات بيانات القياس عن بُعد لتحليل سلوك السائقين وفهم تأثير الارتدادات بشكل أفضل.
وبمجرد توفر البيانات ، سيكون من الممكن وضع حد صارم للارتدادات التي تضر السائقين، مثلما حصل مع لويس هاملتون في باكو الاسبوع الماضي.
وبمجرد إنشاء هذا الحد، ستجد الفرق التي تعاني من الارتداد الشديد نفسها تواجه مشكلة، مع إجبارها على رفع السيارة إلى الأعلى من الجهة الخلفية وتقليل الارتكازية، وبالتالي تخفيض سرعة السيارة، ليصبح بالتالي من الضروري على بعض الفرق التضحية بالأداء لضمان سلامة السائق، ما يعني أن فريق مرسيدس مثلا قد يفقد مزيدا من السرعة بسبب قرارات الاتحاد الدولي للسيارات.
ولكن، قد يمنح الاتحاد في المقابل، للفرق، حرية أكبر في تكنولوجيا أجهزة التعليق لكبح الارتدادات والقضاء عليها، وهي نقطة قد تكون مفيدة للمرسيدس أكثر من غيرها من الفرق. ويبقى الموضوع للمتابعة، ووحدها الأيام ستكشف لنا تأثير قرارات الاتحاد الدولي للسيارات على أرضية الحلبات. فربما تكون هذه القرارات فرصة، وربما تزيد الطين بلّة !